الشعرية والحداثة
عنون الفصل الأخير " الشعرية والحداثة": يؤرخ لها متتبعا مراحل تراجعها وتطورها، وتضارب وجهات النظر حولها واختلافها إضافة إلى رأيه فيها ودعوته الملّحة إلى ضرورة كتابة تاريخ خاص بها وبهذا يكون أدونيس قد ساهم بقسط وافر بالبحث والدراسة في إعادة النظر إلى الشعرية العربية من جهة وإلى التراث العربي القديم والثقافة العربية من جهة أخرى"
يعني تاريخا تحويه من الشعرية وما طرأت عليها من عصور مختلفة أي تكون موضوعا للدراسة والتحليل ودعوته الملّحة كتابة تاريخ خاص بها؛ ثمار حهود آراء باحثين حاولت إرساء قواعد الشعرية ويشدّد على الطابع المميز للشعرية في الأدب العربي
قضايا الشعرية والحداثة: لا تتم فهم شعرية الحداثة العربية بمنأى عن سياقها التاريخي -احتماعيا وثقافيا وسياسيا - وهذا يعود في القرن الثاني الهجري (الثامن ميلادي )بالحركات الثورية التي كانت تطالب سياسيا واجتماعيا بالمساواة والعدالة بين المسلم والمسلم على اساس من جنس أو لون واقترن بنشوء الحركات الفكرية التي تعيد النظر في المفهومات الثقافية الموروثة والدينية خاصة
تحديد المشكلة: أن مسألة الحداثة الشعرية في المجتمع العربي تتجاوز حدود الشعر بحصر المعنى وتشير إلى أزمة ثقافية عامة هي بمعنى ما أزمة هوية فهي ترتبط بصراع داخلي متعدد الوحوه والمستويات"
يتحوّل مسألة الحداثة الشعرية في المجتمع العربيى من موضوع للدراسة والتحليل إلى أزمة هوية ترتبط بمجموع الصراع الداخلي متعدّد المستويات، وهو هاهنا يحدّد أدونيس المشكلة في كون الحصار المزدوج تضرب عليه التبعية للآخر والتمسك بالمقابل بالماضي وكل ماهو تقليدي من جهة أخرى يقول: " تأخذ أزمة الحداثة وجهها الأكثر تعقيدا في مرحلة عصر النهضة فقد أحدث هذا العصر انشقاقا في الحياة العربية -نظرا وممارسة. كان من جهة ، إحياء تقليديا لأشكال تعبيرية نشأت في عصور ماضية لكي تفصح عن مشكلات وتجارب راهنة . ولم يكن هذا الإحياء مجرّد إحياء لطرق التعبير، وإنّما كان أيضا إحياء لطرق الحساسية والمقاربة، والتفكير.ومن هنا أسهم في تثبيت النظرة إلى هذه الأشكال بوصفها مبادئ مطلقة لا يجوز الخروج عليها ، وإنّما يجب استعادتها دائما لأنها دائما هي وحدها الحقيقة الشعرية . وفي هذا ما جعل الشخصية العربية تبدو، من خلال شعر النهضة كأنّها ركام من الاستيهامات ، وجعل الزمن العربي يبدو كأنّه خارج الزمن" يتناول أزمة الحداثة بجانبها الأكثر صعوبة في مرحلة هامة هي عصر النهضة فمن ناحية يدعو إلى الاعتزاز بكل ما هو تراث عربي واستعادة الفصاحة كماهي عليه في العصور السابقة وفي جانب آخر تدعو إلى التقليد التمسك المطلق بخصائص الشعر العربي القديم وانطلاقا من هذه الاعتبارات يصعب التجديد والخروج عن تلك التقاليد وفي هذا جعل الشخصية العربية تبدو من خلال شعر النهضة بعيدة عن الإبداع
:"هكذا أسّس عصر النهضة لتبعية مزدوجة الماضي حيث يعوّض العربي بالاستعادة والتذكر عن الممارسة الخلاقة وللغرب الأوروبي -الأميريكي ، حيث يعوّض بالاقتباس فكريا وتقنيا عن غياب إبداعيته.. "لقد جرى وصف عصر النهضة عند العرب بالتبعية أحدهما للماضي والأخرى للغرب
أوهام الحداثة:
يلخص ذلك في النقاط التالية
الوهم الأول : الزمنية
الوهم الثاني الاختلاف عن القديم: يقولأصحاب هذا القول يرون أنّ مجرد الاختلاف عما سبق دليل على الحداثة
الوهم الثالث : المماثلة يذهب أصحاب هذا الاتجاه أنّ الغرب مصدر الحداثة وهو يؤكّد أن لا حداثة خارح الشعر الغربي ومعاييره
الوهم الرابع: وهم التشكيل النثري يذهب رأيهم مجرد الكتابة بالنثر تجديد وحداثة
الوهم الخامس: الاستحداث المضموني يزعم أصحابه أن كل نص شعري يتناول إنجازات العصر وقضاياه هو بالضرورة نص حديث
نشأة شعرية الحداثة العربية :
لخصّها في ثلاثة أبعاد
البعد الحضري بقيمه ورمزهمقابل الصحراء أو البادية...
البعد اللغوي المجازي بعد التفاعل
فرضيات الحداثة :تمثلت في عنصرين
وعي الذات أن الموروث لا يمكن أن يجيب على المشكلات الراهنة
النزعة الاستعمارية الغربية نتيجة سياسية إيديولوجية تخلق عالمين متناقضين (شرق/غرب)
مضمون ثورة العلم : أوجزها أدونيس في أربعة نقاط
أهمية العلم في تغيير الوعي الإنساني
طرح السؤال العلمي في مختلف مظاهر الحياة
يغير العلم النظرة إلى الماضي
التقدم العلمي والتقني في جميع أشكال الحياة
ماهية الحداثة:
الحداثة في رأي أدونيس زمانية ولازمانية : زمانية لأنها متأصلة في حركية التاريخ في إبداعية الإنسان متواصلة في تطلعه وتجاوزه ، ولازمانية لأنها رؤيا تحتضن الأزمنة كلها والحداثة الشعرية في لغة ما ماهي إلا حداثة هذه اللغة ذاتها ...فالحداثة في اللغة العربية مثلا هي مهما كانت مغرقة في قطيعتها الظاهرية الشكلية حداثة عربية أعني أن فهمها وتقويمها لا يتمان في سياق الحداثة الفرنسية أو الانجليزية ومعاييرها بل في سياق الإبداعية العربيى وعايير اللغة الإبداعية العربية "
وخلاصة القول :تتضمن بعض المفاهيم التي تبناها أدونيس لفهم الحداثة الشعرية العربية وخصوصية شعريتها